15:47
2014-10-08
الشروق العربي -نجحت الدبلوماسية الإماراتية، بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بامتياز في اجتماعات الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت يوم 16 سبتمبر/أيلول، من حيث التوازن، والعقلانية، والزخم المعلوماتي، والباع الطويل، الذي يتمتع به الساسة الإماراتيون، وقد ظهر ذلك جلياً خلال نقاشاتهم مع رؤساء الدول، عبر الاجتماعات التشاورية والثنائية المختلفة التي عقدوها معهم، والأحاديث المشتركة بينهم التي بيّنت مدى التزام الدولة بالمواثيق العامة، وتعهدها بالاستراتيجيات الأساسية في الاتفاقيات المختلفة التي تم إقرارها، والسعي نحو تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة أي نوع من المخاطر، أو التهديدات الإرهابية التي تلوح قولاً في أفق كثير من الدول الشقيقة والصديقة، وتقع فعلاً متعمداً في عدد منها .
التعاون الخليجي
يمثل الأمن والاستقرار في منطقة الخليج أولوية عالية في سياسة دولة الإمارات المتّزنة التي تستمد مبادئها من ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي لا سيّما تلك الداعية إلى التعايش السلمي، وبناء الثقة، وحسن الجوار، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، واتّباع الوسائل السلمية لتسوية النزاعات والخلافات .
وتأتي الحركة النشطة لدولة الإمارات، في الدائرة الخليجية، انطلاقاً من وشائج القربى والدين والجوار، والمصالح القريبة والبعيدة التي لا يمكن وصفها بأنها مجرد مصالح متشابكة، بل هي مصالح واحدة .
وتتجسد المواقف العريضة لسياسة الدولة خليجياً في طموحات أبناء المنطقة وسعيهم الدائم لتعزيز التضامن فيما بينهم، استناداً إلى تراثهم المشترك ووحدة أهدافهم ومصيرهم، ولذا فقد حرصت الدولة على المشاركة في جميع المؤتمرات التي اعتمدت العمل الخليجي المشترك قاعدة لها .
وتؤمن دولة الإمارات بأهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضرورة تطويره وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من خطوات بين أعضائه على صعيد التنسيق والتعاون والتكامل في مختلف المجالات .
حق العيش بأمان
تؤمن دولة الإمارات، أن العيش بأمان ومن دون تهديد حق مقدس للإنسان، أفراداً وجماعات، شعوباً ودولاً، وقد ترجمت إيمانها هذا بالعمل على إشاعة مفاهيم الصداقة، واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة، التي توفر للشعوب فرص الانصراف إلى بناء حياة كريمة غير خاضعة للتهديد من هذا الطرف أو ذاك من الدول التي تشاركها العيش على هذه الأرض، وبدأت سعيها في هذا الاتجاه لتكريس هذه المفاهيم في المنطقة التي تعيش فيها أولاً وصولاً إلى أرجاء العالم الأخرى .
الشيخة جواهر تحمل هموم "أطفال السرطان" واللاجئين إلى العالم
اتسمت مشاركة قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيسة المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال في أسبوع الإمارات الحافل في نيويورك بنجاح كبير لما لسموها من أيد فاعلة في أكثر من مجال دولي بحكم المناصب التي باتت تشغلها على أكثر من صعيد .
وخلال لقاءات سموها في نيويورك مع مسؤولي المنظمات الدولية المعنية باللاجئين، وقادة العمل الإنساني على المستوى الدولي، وبالتزامن مع اجتماعات الدورة السنوية ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عكست مد الهم الكبير الذي تحمله دولة الإمارات على أكتافها تجاه قضية الأطفال المصابين بالسرطان من جهة وقضية اللاجئين من جهة أخرى، لتؤكد سموها ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لمعاناة الأطفال والنساء اللاجئين في مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى ضرورة أن تكون الحقوق الأساسية للاجئين في مقدمة أولويات المجتمع الدولي، لتوفير حياة كريمة وآمنة لهم، ومنحهم الأمل والثقة بمستقبل أفضل .
والتقت سموها، رئيس وزراء المملكة المتحدة سابقاً، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتعليم العالمي، غوردون براون، وقالت إن "قضية اللاجئين يجب أن تتجاوز مسألة توفير الخيام والمساعدات الإنسانية، لتصبح أولوية على أجندة قادة المجتمع الدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية" .
وخلال الأسبوع الحافل لسموها زارت قسم الأطفال بمستشفى "نيويورك برسبيتريان" للسرطان بنيويورك، التابع للمركز الطبي بجامعة كولومبيا، وأطلقت خلال الزيارة المبادرة العالمية الجديدة للأطفال المصابين بالسرطان تحت اسم "حقيبة الأبطال" .
وأعلنت سموها عن تنظيم أول منتدى عالمي للأمراض غير المعدية للمرة الأولى عالمياً في إمارة الشارقة في نوفمبر/تشرين الثاني ،2015 وذلك خلال حفل العشاء الذي أقامته في نيويورك لمسؤولي وممثلي المنظمات والهيئات المعنية بالأمراض غير المعدية حول العالم
وخلال لقائها فومزيل ملامبو نكوكا، المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في مقر الهيئة بنيويورك، أكدت سموها أن المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى بمكانة رفيعة المستوى، تنبع من احترام وتقدير القيادة الإماراتية الحكيمة لحضورها المجتمعي الفاعل .
حظر السلاح النووي
انتهجت دولة الإمارات سياسة وطنية راسخة ومواقف واضحة حول قضايا نزع السلاح النووي، وحظر الانتشار مبنية على قناعة راسخة بأهمية الانضمام وتنفيذ الاتفاقيات الدولية في هذا النطاق وبشكل كامل .
ولطالما أعربت الدولة عن قلقها إزاء عدم إحراز المجتمع الدولي حتى الآن لأي تقدم تجاه قضية نزع السلاح النووي وقضايا عدم الانتشار، الأمر الذي قوّض من جهود تحقيق السلم والأمن الدوليين، فضلاً عن قلقها إزاء عدم قدرة مؤتمر نزع السلاح (سي دي) بجنيف على تحقيق أي نتيجة إيجابية في عمله بعد مضي سنوات عدة على إنشائه، مؤكدة حتمية وضع حلول لتفادي هذه العقبة لاسيما البدء بالتفاوض حول معاهدة لوقف إنتاج المواد الانشطارية إف إم سي تي .
الاهتمام بالبيئة
تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة مكاناً مرموقاً على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما حققته من إنجازات متميزة في مجال حماية البيئة والحياة الفطرية، والإسهام في إجراء ودعم البحوث العالمية للحفاظ على أنواع متعددة من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض عالمياً مثل غزال المها وأبقار البحر والسلاحف الخضراء، وكذلك إنجاز العديد من البرامج العالمية المتقدمة باستخدام أحدث التكنولوجيا لتكاثر الطيور البرية كالصقر والحبارى، وإقامة المحميات الطبيعية لتوطين وإكثار أنواع عدة من الطيور المهاجرة بالدولة، وعملت على تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والبيئة، بما يحفظ للأجيال المتعاقبة حقها في التمتع بالحياة في بيئة صحية وآمنة .